الإقامة في بلجيكا للعرب والأجانب

تُعتبر طبيعة بلجيكا الخلّابة إحدى جواهر أوروبّا الخفيّة، بدءًا من الشّواطئ الممتدّة على السّاحل البلجيكيّ، إلى التّلال الخصبة في آردين، وذلك دون استكشاف العاصمة الانتقائيّة للبلاد، بروكسل، أو إحدى مدنها العديدة الأخرى المثيرة للاهتمام، والغنيّة بالتّراث والمأكولات الشّعبيّة، لذلك يمكننا القول إنّ هناك الكثير من بلجيكا لتقع في حبّها.

إذا كنت ترغب بالهجرة إلى بلجيكا والإقامة هناك، فهذا الدّليل هو أفضل مكان للبدء منه، حيث أنّك ستجد في الأسفل كلّ المعلومات المتعلّقة بالإقامة في بلجيكا، بدءًا من العثور على منزل، وحتّى التّعليم والتّأمين الصّحّيّ والضّرائب في بلجيكا، فهيّا بنا نبدأ.

يجب أن تعرف أنّ لبلجيكا ثلاث لغات رسميّة: الهولنديّة والألمانيّة والفرنسيّة، وبناءً على ذلك فإنّ الدّستور البلجيكيّ ثلاثي اللّغات، وهذا ما يشكِّل أحد أعراض الاحتكاك السّياسيّ بين مختلف اللّغات والمجتمعات الثّقافيّة.

تستضيف العاصمة البلجيكيّة العديد من المنظّمات الدّوليّة، والأهمّ من ذلك مؤسّسات الاتّحاد الأوروبيّ، وهي مشهورة دوليًّا فيما يتعلّق بهذا الشّأن، ممّا يوفّر بيئة خصبة للعمالة الأجنبيّة والسّيّاح من جميع أنحاء العالم.

تابع القراءة حتّى النّهاية لتتعرّف على جميع التّفاصيل المتعلّقة بالإقامة في بلجيكا.

العثور على منزل للإقامة في بلجيكا:

بلجيكا بلد شديد التّحضّر، حيث يعيش أكثر من 97 ٪ من السّكّان في البلدات أو المدن بكثافة أكثر من 370 شخصًا لكلّ كيلومتر مربّع، لذلك يمكن القول إنّ بلجيكا تتمتّع بكثافة سكّانيّة عالية جدًّا.

بشكل عامّ، لا يوجد نقص في إيجارات المنازل في بلجيكا، وتُوفَّر العقارات على مدار السّنة، ويُعلن عنها عادة في الصّحف اليوميّة وعلى مواقع الإنترنت المخصَّصة.

إذا لم تكن لغتك الفرنسيّة أو الهولنديّة جيّدة، يمكنك البحث في صحيفة The Bulletin عن منازل للإيجار في بلجيكا باللّغة الإنجليزيّة.

في المدن الكبرى، مثل بروكسل، تزداد صعوبة العثور على سكن، ومع ذلك فإنّ أفضل طريقة للبحث عن سكن بين مجتمع الوافدين هي عن طريق المعارف، خاصّة إذا كنت تبحث عن مكان في منطقة تعيش فيها بالفعل.

وقد يكون البحث في الصّحف المحلّيّة والمجلّات والنّشرات الإخباريّة الّتي تنشرها النّوادي والمنظّمات الأجنبيّة فكرة جيّدة أيضًا، وبالإضافة إلى ذلك يمكن لوكلاء العقارات تقديم المساعدة في بحثك.

معظم الشّقق المعروضة للإيجار غير مفروشة، وقد يتطلّب الأمر وديعة تأمين تصل إلى إيجار ثلاثة أشهر. إذا كان من المتوقّع أن تدفع وديعة، فتأكّد من إجراء جرد لتسجيل حالة العقار قبل الانتقال إليه، ولاحظ أيضًا أنّ كلّ مستأجر ملزَم بموجب القانون بإصدار بوليصة تأمين منزليّ شاملة.

التّأمين الصّحّيّ في بلجيكا:

يستفيد الوافدون الّذين يعيشون في بلجيكا من نظام الرّعاية الصّحّيّة الجيّد في البلاد، حيث يُعتبر التّأمين الصّحّيّ في بلجيكا جزءًا من نظام الضّمان الاجتماعيّ البلجيكيّ، وبالتّالي هو إلزاميّ لجميع المقيمين في البلاد.

نظرًا لأنّ ما يصل إلى 75٪ فقط من النّفقات الطّبّيّة مغطّاة بخطط التّأمين الصّحّيّ الإلزاميّ، يختار العديد من البلجيكيّين والوافدين على حدّ سواء الحصول على تأمين خاصّ إضافيّ لتغطية المدفوعات الزّائدة، حيث يشار عادة إلى الحصّة غير القابلة للاسترداد من تكاليف العلاج الطّبّيّ باسم رسوم المريض.

توجد مستشفيات عامّة وخاصّة جيّدة جدًّا في جميع أنحاء بلجيكا، كما يوجد في كلّ مدينة رئيسيّة مستشفى عام واحد على الأقلّ، وغالبًا ما نرى في المدن الجامعيّة أكثر من مؤسّسة رعاية صحّيّة متخصّصة.

يسرد الموقع الإلكترونيّ لجمعيّة المستشفيات البلجيكيّة جميع المستشفيات حسب المنطقة أو التّخصُّص.

العيادات الخاصّة ليست بالضّرورة أفضل من المستشفيات الحكوميّة، لكنّها غالبًا ما تتخصّص في علاجات (جراحيّة) معيّنة.

يمكن للمرضى اختيار الطّبيب أو الأخصّائيّ الّذي يجب استشارته، ولا داعي لرؤية طبيب عام دائمًا، وإذا كنت لا تتحدّث اللّغة المحلّيّة جيّدًا، فحاول الاتّصال بالسّفارة أو القنصليّة المحلّيّة لبلدك للحصول على قائمة بالأطبّاء الّذين يتحدّثون لغتك الأمّ.

يجب أن تبرز بطاقة هويّة الضّمان الاجتماعيّ الخاصّة بك، والّتي ستحصل عليها من صندوق التّأمين الصّحّيّ الخاصّ بك عند كلّ زيارة للطّبيب أو إلى المستشفى، كما يجب أن تحصل على مجموعة من الملصقات من صندوقك التّأمين، وتُرفِق إحداها بفاتورة كلّ طبيب قبل إعادتها إلى الصّندوق للتّعويض.

نظام التّعليم في بلجيكا:

في بلجيكا التّعليم إلزامي بين سنّ السّادسة والثّامنة عشرة، ويبدأ بالمدرسة الابتدائيّة، حيث عليك تسجيل أطفالك في مدرسة في غضون 60 يومًا من تسجيلك في بلجيكا.

تتكوّن المدرسة الابتدائيّة من ستّ سنوات من التّعليم الأساسيّ في القراءة والكتابة والرّياضيات، وتقام الفصول بلغة المجتمع المحيط، ويبدأ تدريس اللّغة الثّانية خلال العام التّالي إلى الأخير من التّعليم الابتدائيّ لمعظم الأطفال.

فيما يتعلّق بفصول اللّغة، هناك استثناء للطّلّاب في منطقة العاصمة بروكسل الّذين يباشرون بتعلّم اللّغة الرّسميّة الثّانية، أي الفرنسيّة أو الهولنديّة، وتقدّم بعض المدارس الابتدائيّة في السّنة الثّالثة دروسًا للانغماس في اللّغة، أي تُدرَّس مواد معيّنة، مثل التّاريخ أو الجغرافيا بلغة ثانية.

يبدأ التّعليم الثّانوي في سنّ الثّانية عشرة، وهو مقسَّم إلى أربعة فروع: العلوم الإنسانيّة والفنّيّة والمهنيّة، وبصرف النّظر عن الفرع الأخير، فإنّ كلّ هذه الفروع تعِدّ الطّلّاب للجامعة، حيث تختلف الفروع الفنّيّة عن فرع العلوم الإنسانيّة العامّة من حيث أنّها توفّر للطّلّاب إمكانيّة التّخصّص في وقت مبكّر في حياتهم الأكاديميّة، إذ يساعد المسار المهنيّ في التّعليم الثّانوي الطّلّاب على التّأهّل لمهنة معيّنة.

لا تملك المدارس في بلجيكا نظام صارم لتقسيم المناطق، وفي حين أنّ هذا يسمح للآباء والأطفال باختيار مدرستهم بحريّة، إلّا أنّه يعني أيضًا عدم قدرة المدرسة دائماً على قبول جميع الأطفال من حيّ معيّن، فإن كان عدد الطّلبات أكثر من الأماكن، قد يُرفَض طلب تسجيل بعض الأطفال، وسيُحال مقدِّم الطلب في هذه الحالة إلى لجنة التّسجيل للحصول على مزيد من المساعدة.

نصائح يجب أخذها بعين الاعتبار عند الإقامة في بلجيكا:

أوّلاً وقبل كلّ شيء، لا توجد لغة تسمّى بلجيكيّة (هذا الخطأ ارتُكب من قبل الأجانب مرّات عديدة)، فبدلاً من ذلك تمتلك بلجيكا ثلاث لغات رسميّة: الفرنسيّة، والفلمنكية (لهجة بلجيكيّة من الهولنديّة)، والألمانيّة، وبسبب الصّراع السّياسيّ، فإنّ التّحدّث بالفرنسيّة في فلاندرز (النّصف الشّماليّ من بلجيكا) ليس أمرًا محبَّبًا وذكيًّا على الإطلاق، لأنّ النّاس إمّا لن يفهموك أو لن يستجيبوا لك، وينطبق الأمر ذاته عند استخدام اللّغة الفلمنكيّة في والونيا (النّصف النّاطق بالفرنسيّة من بلجيكا)، لذلك إذا كنت في شكّ استخدِم اللّغة الإنجليزيّة.

بالمقارنة مع البلدان المجاورة فإنّ التّحدّث باللّغة الإنجليزيّة ليس شائعًا جدًّا في بلجيكا، ومع ذلك ستجد نسبة متحدّثين بهذه اللّغة تبلغ 60٪ في جميع أنحاء بلجيكا، لذلك ستجد شخصًا لتفهمه خلال الأسابيع القليلة الأولى.

كما هو الحال مع العديد من الثّقافات الأوروبيّة الأخرى، إنّ فنّ تقديم الهدايا أمر مهمّ في بلجيكا، حيث تكون الهدايا الصّغيرة هي القاعدة في اجتماعات العمل، ولكن إذا دُعيتَ إلى منزل شخص ما، فعليك بالتّأكيد إحضار شيء ما، ودائمًا ما يعتبر اختيار الحلويات الصّغيرة لأطفال الأسرة أمر جيّد، ولكنّ الزّهور هدية أكثر أهمّيّة بالنّسبة للبلجيكيّين، ومع ذلك هناك تحذير صغير: الأقحوان هي زهور جنائزيّة، ومنحها لصديق أو زميل هو خطأ اجتماعيّ كبير.

إذا كنت تبحث عن فرص عمل مناسبة في بلجيكا، يمكنك قراءة المقال الّذي أعددناه خصّيصًا لهذا الشّأن من هنا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.